logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:22:41 GMT

الباحث السياسي بلال اللقيس الممالك – الديكتاتوريات.. تحدي الاستمرار

الباحث السياسي بلال اللقيس  الممالك – الديكتاتوريات.. تحدي الاستمرار
2024-12-24 05:22:37

فلسفة التاريخ قضت الا يستمر حكم حتى لديكتاتور عادل، قبول الناس ومشاركتها شرط استمرار اي حكم. وقضى التاريخ ألاّ يستمر حكم الشعب بالشعب أو ما يعرف بالديمقراطية حال إغلاق العقل وتفكيك الحقيقة والإنسان.

مبحثنا ليس في سنن التاريخ الحاكمة وقواعده، انه في توقعنا لمستقبل الأنظمة الملكية في واقعنا العربي وللنوع النادر من الملكية-الديكتاتورية الذي لا زال موجودا.

لقد فرض الحدث السوري وانهيار النظام سؤالاً قديما متجددا لكن بجدية وواقعية اكثر هذه المرة، ما هو مستقبل الأنظمة الشبيهة في واقعنا العربي…!!!، كيف لنظام ان يهوي بهذه السرعة ويصير شعب بين احتلالين (العدو الصهيوني والجار التركي). وهل هذه بداية جديدة ستسلك في الجسد العربي؟ هل ستقوى نظائر النظام السوري على الاستمرار ام ان مبررات استمرارهم شارفت على النفاد او نفدت !. دون أن يغيب عنّا انّ لكل نظام خصوصياته ومقوماته ولكل مجتمع عقله وطريقته ونمطه الاجتماعي وتفضيلاته، لكن ايضا هناك من العناصر والتشابهات الكثيرة بين هذه الأنظمة الملكية-الديكتاتورية بعضها ببعض وبين شعوب ومجتمعات تلك “الدول” ما يجعل هناك امكانية للمقارنة والتوقع.

فشعوبنا كبقية الشعوب وأكثر هي تواقة للمشاركة وتقرير المصير وتحرير الارادة ورفض التمييز والأثرة، وهي بالأعّم الأغلب ميالة للتدين والقيم الدينية ولم تفقد الحس بالكرامة بعد!، وهذا التوصيف قد يختلف زيادة ونقصانا وشدّة وضعفاً بين شعب عربي واخر كما قد يختلف مستوى الوعي والنضج السياسي وتحسس طبيعة العطش لحاجته للترّقي.

قد يقول قائل نحن لسنا في بداية التغيير ونحن منهم وانً التغيير قد وقع منذ مدة لكن تمظهراته ربّما تاخرت إن لسبب غياب البديل احيانا أو الخوف من الفراغ وخطر استغلاله من الغرب لجهته احيانا اخرى واحيانا ثالثة الخطر من توجيه المجتمع إلى التذرير والوضئ، ولان الظاهر من مجتمع اليوم هي الشعبوية والزبانية ما يجعل غالبية القوى العاقلة مستبعدة من المشهد قسراً، وقد يكون فقدان هذه القوى للتنظيم أثره أن يحرمها أن تكون طليعية مقارنة بغيرها من القوى المنظمة، ففي التحّول يكون للمنّظم قدرة للبروز والظهور من غيره حتّى لو أنّ فكرته أخفت.

تعاني هذه الأنظمة الملكية-الديكتاتورية أو الأنظمة النادرة من عدّة تحّديات بنيوية :

ـ أ: غالبيتها يعاني من تهاوي الشرعية حيال الداخل (نستثني الكويت وايضا العراق الذي رغم المشاكل الكثيرة يبقى فيه انتخابات وحيوية سياسية وديناميكية . يقف بوجهها خطاب المقاومة التاريخي والمتجّذر وينتصب أمام غالبها اليوم خطاب تيار اسلامي اخواني زاحف بقوة (بمعزل عن تقييمنا لخطاب هذه التيار ودرجة نضج كل جماعة فيه لكونه تيارات)، الغالبية من هذه الأنظمة إن لم نقل الكّل لا يمتلك طرحا قبالة الطرح الاخواني ولا حتّى مواز له (في الماضي كان هناك حيوية في الطروحات فكان اليسار والشيوعية والقومية (ات) المختلفة وكانت الليبرالية قبل ذبولها). اليوم لا يوجد في المجتمعات العربية خطاب فكري سوى خطاب المقاومة وخطاب الاسلام السياسي “الإخواني” مع وجود تداخل وتمايز بين الخطابين كما هو واضح. اما الخطاب الدولاتي الصرف فإنه مفقود وغائب ولم يتواجد يوما في حياتنا العربية (مؤخرا كان هناك محاولة من قبل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لكن بقي شكليا ومصطنعا ولم يصل إلى الجوهر أي إلى الإنسان وفكره).

قبالة خطاب المقاومة وخطاب الإخوان الزاحف في المنطقة لا يظهر أنّ هذه الأنظمة تمتلك قدرة على الصمود. فخطاب المقاومة نافذ مستساغ متماسك جذاب عابر ومعبأ بمعاني إنسانية وليس ايديولوجية صراعية ومتبنى من شرائح عريضة في الاقليم والعالم (دينية وعلمانية) ويتقاطع مع قوى تحرر من اليسار والوسط وينطلق من مسوغات ومبررات الحرية والعدالة والتحرر والكرامة الإنسانية ومن فكرة الحق وليس اية فكرة فحسب، لذلك هو متجّذر في الحقيقة الإنسانية لأنّ الفكرة قد تموت لكن الفكرة الحقّة لا تموت. اما خطاب الإسلام السياسي الزاحف ففيه تموجات ودرجات من الشدة والمرونة وصولاً الى البراغماتية، هو خطاب لفئة محددة يحمل رؤية ايديولوجية دينية ولا يتبّنى شعارات تحررية واضحة (طبعا باستثناء حماس والجهاد وجماعات متفرقة في بعض الأقطار)، لكن هو خطاب جذاب للشباب في وسط معين يخلق لهم تصور نمط عيش ومظهر حياة ويربطهم بماض تليد لكن يقوى على الخطاب شعور أنّهم أمام تحدي جاهلية جديدة تستنفر طاقاتهم وتملأ الفراغ النفسي والعاطفيّ، والفكري إلى حد!. اما النظام الملكي – الديكتاتوري فله جماعته في كل “دولة” هم جماعة السلطان الذين يفتقرون الى طرح فكري وخطاب الحد الادنى للإقناع كما ذكرنا، هم في انحسار لانهم غير قادرين ان يتقدموا ولا ويتمددوا ومن لا يتمدد ينحسر، ليس لديهم غير محاباة واستزلام وتخادم مع خارج واستظهار للقوة على الشعوب. سقوط الهيكل في سوريا بهذه السرعة كشف ان مظاهر القوة المدعاة هي اقرب للهشاشة منها للقوة، وان هذه الأنظمة واقفة على “رجلين من قصب”. ان تاريخ هذه الفئة (فئة السلطان) لم تقدّم خطاب دولة ولا خطاب أمّة ولا أي خطاب، لم تعمل الا لسلب الارادة واحباط الشعوب وتكريس نظرية الضعف في الامة لتبرير سياساتها وعجزها ووصلت ببعضهم الحال أن يعمل على تغيير هوية الشعب وتبديل قيمه والتشكيك بالذات الجمعية، هي لم تكن في حقيقتها إلا تتمة وتكملة لوجه آخر من الهيمنة الخارجية على الشعوب منذ الاستقلال ولم يكونوا في أغلبهم إلا مولود ثان إلى جانب العدو الصهيوني للغرب لتثبيت هيمنته على شعوبنا، لقد فشلت هذه الجماعة (ولن اقول الخطاب هم جماعة وليسوا خطابا).. هؤلاء ليسوا مقتنعين بما هم عليه حتى يقنعوا الآخرين بذلك، لكن استمرارهم لعقود ارتبط بجدارتهم في اللعب على التناقضات المجتمعية وتخليق هويات صراعية في الامة وتجزئة الفضاء العام وتدّخل الغرب بقوّة في متن دولهم لمنع الشعوب أن تتحّرر. تاريخياً وفّر الموقف من العدو الصهيوني لبعضهم نوعا من الشرعية والاستقرار (بعضهم عن قناعة وبعضهم ديماغوجي) وحالياً لم يعد بينهم من يحمل خطاب معاداة العدو الاسرائيلي ولو ديماغوجياً، وصار جّلهم منخرط إمّا بالإشباع المادي والإغراق والترفيه وتجريف الوعي وتفكيك الإنسان وروح المسؤولية واماتة نزعة التحرر، وإمّا بمزيد من الحاق بالغرب وإمّا بالاثنين.

ولا يوجد أي شّك أنّ صمود قوى المقاومة وجبهتها وحفاظها على هويتها وكتلتها بل وتمّددها، وفشلهم أدّى الى تسريع ولادة تيارات بين الإثنين لتلعب دوراً على حساب دورهم التاريخي واستئثارهم بالفضاء العام غير المقاوم.

ان كل هذه النماذج من الأنظمة باتت مهددة في ظل الهزة التي تضرب المنطقة بما لم يشهد مثيلا له منذ سايكس بيكو. فمنذ طوفان الأقصى وسقوط رهانهم على الإطاحة بقوى المقاومة انقلبت الاسئلة الكبرى عليهم وبات الضغط بين ظهرانيهم واتى المشهد السوري ليضيء الضوء الاحمر امامهم.

المشهد يحمل في طياته مخاطر هائلة، مع استمرار هذا التوتر الكبير والخطير بين جبهة المقاومة ومعسكر اميركا -إسرائيل وسعي الأخيرة للتمدد وتغيير الخرائط، واستثمارها بالبحث عن مكمن الضعف للتمدد من خلاله ولن تجد أفضل من تخّليهم موطن ضعف، وعليه أمكن القول طالما ان المنطقة لم تنتقل إلى حديث السياسة والتهدئة والصفقات والترييح ولو كاستراحة محارب فهولاء في خطر كبير ماثل.

ويزداد تخّوف هذه الأنظمة اليوم إذا ما أقد التيار الإسلامي “الاخواني” الزاحف في بيئاتهم بصمت وسلاسة وجاذبية إذا ما أقدم على مراجعة ونقد ذاتي مستفيدا من اخطاء الربيع العربي الاول ٢٠١١ ومن ظاهرتي حماس والجهاد الطليعيتين فيه والمقاومتين (برز مؤشرات لافتة أيضاً عند الجماعة الاسلامية في لبنان والأردن يُبنى عليها )، وقد يكون لنجاحه في سوريا اثر الدومينو دون رصاصة واحدة يطلقها، فالتغيير الثوري لا يبدو أنّه نموذج ناجح بل مؤذٍ ومدمر كما أكدت العشرية الأخيرة. وعلى خط آخر يخرج تيار المقاومة بعد حرب عالمية عليه بمنطق أقوى وأرسخ فالغرب في أكبر هجوم تاريخي عليه وفي ظروف مثلى لإسرائيل عجز عن اخضاعه بل بات اليوم خطاب المقاومة أكثر مقبولية اقليميا وعالمياً وأكثر مسموعية والذي يربح منطقه يربح المعركة في نهاية المطاف بينما تتراجع الثقة بحماية اميركا ومحورية “إسرائيل” التي تعجز بعد أكثر من عام من اخضاع مقاومة فلسطينية أو الوصول الى الليطاني على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع فلسطين. لقد فرز خطاب المقاومة نفسه عن كل ما تبقى وتمايز واتضح !. يأتي من بعده الخط الإسلامي الذي قد يحتاج لوقت لتبلور خطابه التحرري واذا كان يحمله فعلا ام لا ( وقد يخضع لفرز وضم كثير قبل استقراره ) ونحتاج مزيداً من الوقت لنعرف إذا ما كان ذاتي الارادة والنزعة ام وظائفي خدمي للخارج الاقليمي والدولي لغاية نفوذية وتسلطية. لكن رغم ذلك فيمكن القول ان جبهة المقاومة حاضرة ترتقب امكانيات التعاون مع التيار الإسلامي الجديد الزاحف إذا ما توافرت أمارات معينة لجهة موقفه من العدو الصهيو أميركي ومن قبوله الاخر ومن حفظ السيادة والهويات والكيانات واحترامها، ويرجو خطاب المقاومة ان نصل مع التيار الإسلامي وغيرهم من العلمانيين من القوى الحية إلى قاعدة فعل مقاوم في كل ساحة وتحويل التهديد الإسرائيلي لسوريا إلى فرصة تشبه فرصة اجتياح لبنان عام ٨٢.

ـ ب: اغلبهم يخسر “الشرعية او الاعتراف الخارجي به” :

ان هذه الأنظمة لم تعد حصانا معتمدا او لنقل مفضلا للغرب، النموذج التركي البراغماتي افضل للخارج من نموذج أنظمة الخليج الهشة أو الأردن (حائط السد لحماية إسرائيل ), لم تحقق حتى الان اي انجاز سوى التقدير الخاطئ والإخفاق، بينما الإسلام السياسي البراغماتي -الأردوغاني- استطاع ان يوفق ببراغماتية عالية بين التناقضات فيسجل صوتا عالياً مع فلسطين ولا يتورط في الصراع ويتوسع في وسط اسيا والبلقان وأفريقيا ويبني قواعد في الصومال الخ ولم يتورط بأزمة مع الغرب إلا بحرب الكلام ولديه امكانية ان يلعب دورا في فلسطين وغزة ويكون شريكا في الحلول المفترضة والصيغ لإيقاف الحرب وما بعدها لعلاقته مع أطراف فلسطينية، ويعزّز مكانته باحتلال سوريا والطلب من الحضور الفلسطيني في سوريا أن يصير مؤسسات خدمية اجتماعية لا سياسية ولا مقاومة، واستطاع ان ينفذ إلى كل البقاع العربية ويقنع شرائح واسعة من الرأي العام السني لا سيما الشباب الذي لم يجد في انظمته خيرا ولا مستقبلا ولا نجاحا يذكر سوى تذويب هويته. فالإسلام السياسي الزاحف نجح بفهم الساحة العربية بانها ميالة للفكر الديني بطبيعتها ولا تنجذب للفكر الغربي بل تكره الغرب فعزف بذكاء وديماغوجية على هذا الوتر بينما ذهبت السعودية والإمارات لتستثمر في الترفيه وتغيير الهوية والأردن بتعزيز دوره الأمني لخدمة الغرب، هو استثمر بالأيديولوجيا والديماغوجية وهم استثمروا بالدعة وأمن الأعداء، ناهيك عن نظام مضحك مبك هو نظام آل خليفة في البحرين الذي أولى جهده للتغيير الديمغرافي وزيادة الحضور الأمني الأجنبي.

فكان الشباب العربي أقرب إلى الإسلام السياسي الاخواني منه الى جماعة السلطان، كيف إذا أضفنا أنّ الإسلام الأردوغاني لا يحمِّل أكلاف كبيرة لمتّبعيه كما لو كان انتماءه لخطاب المقاومة الذي يحتاج إلى ارادة ووعي وأصالة ودأب وتحد للأعداء وتضحيات وفيه أثمان، فقد يكون نهج اردوغان الاقل كلفة والأقل مخاطرة والأقل مبدئية ويحمل من كل شيء  يستهوي شريحة منفعلة وراغبة بالتغيير ويدغدغها بالرمزيات. اذن الخيار الاسلامي التركي ووكيلته قطر في شبه الجزيرة العربية اكثر فاعلية وقدرة من الخيار الإماراتي السعودي الأردني البحريني والمصري. لا هو في جبهة المقاومة والتضحية ولا هو في المعسكر الخشبي الاخر، هو يعيش ويستفيد من التناقضات الجارية من صراع الطرفين الآخرين اي جبهة المقاومة ومحور اميركا إسرائيل ويعزز مكانته في البيئة العربية التي تعاني من فراغ كبير ولا يمكن مواجهته بتهمة الطائفية، وهو الافضل بالنسبة للغرب لما لديه من قدرة الاضطلاع بلعبة التوازنات والتأثير الفعال وضبط الجماعات الاسلامية بالحدود التي ترتئيها اميركا.

إذن هذا النموذج الاسلامي كما يبدو حتة الان – والى حين تغير في خطابه – هو الأنسب بالنسبة للغرب، وأيضاً هو مقبول بالنسبة للشرق “الروسي الصيني الهندي” كون الشرق لا يبدو متحفزا ان يدافع عن الممالك لانه بات يلمس ان حكمهم اجوف لا يرتكز على قاعدة شعبية معتدة وفي اي لحظة يمكن ان ينهار في مقابل التعامل مع الاسلام السياسي الزاحف، ناهيك ان تركيا لديها امتدادات وموقع جبوبوليتيكي مؤثر وهي وريثة سلطنة ويمكن ان تلعب دورا بين الناتو وبين روسيا والصين. الشرق كما الغرب لديه أولوياته ولم يعد قادرا على الانخراط بالمنطقة سوى بضمان بعض المصالح التي يمكن لتركيا تأمينها كما حدث مع روسيا في سوريا مؤخرا بخط مواز لدور الكيان الصهيوني.

ان هذه الأنظمة تعيش اليوم تهديدا فعليا، اغلب دولها يترقب لحظة الدومينو الإسلامي الآت فيما لو نجحت تجربة الجولاني. وتراهم قلقون من إطاحة إسرائيل بسايكس بيكو وهم أبناؤه، لذلك تراهم يعانون من تهديدين مختلفين (تهديد حليفتهم اسرائيل وتهديد خصمهم ‘شريحة اسلامية زاحفة من شعوبهم). هم في حيرة من أمرهم إذا نجحت تجربة الجولاني او اذا فشلت، ففي نجاحها عقاب وفي فشلها تهديد.

ان الدم الذي ارتقى في لبنان وفلسطين هوّن التضحيات في عيون شعوب الامة وشبابها وجرأهم على انظمتهم الخاوية والقصور الرملية، جعل هذه الأنظمة هينة في عيون الناس. في لحظة لعبة دولية متقلبة وغامضة لا يمكنك ان تركن إلا إلى شعبك والقضية الحقة التي تحملها، دون ثنائية “شعب وقضية” لا يستطيع اي نظام ان يثبت.

عالم اليوم يستثمر في الاتجاهات الاجتماعية وليس في احزاب او اشخاص هنا او هناك. الآنظمة الأوليغارشية في زمن النقد والوعي الشعبي ومخاض البدائل الاجتماعية لم تعد قادرة ان تكمل، هي غريبة عن المجتمع وقضاياه وانتظاراته وفاقدة للمعنى والثقة فكيف لها ان تعطي لشعبها ما تفتقده، لذا هي مذعورة قلقة.

الشعوب تتساءل، لماذا انتهت البشرية وتخلصت من حكم الملوك إلا نحن، لماذا لا زال الملك يملكنا ويملك الدولة بدل ان يملك الشعب دولته ومصيره. انها الأنظمة التي تثير في شعوبها الاستحقار والتوهين والغضب. تكرر نفسها بالتجهيل والاستعانة بالخارج عند كل محطة او لائحة تغيير. لكن لا بأس أن نذّكر هذه الأنظمة أنّ قوى الهيمنة لم تعد ضمانة البتة، لم تعد قادرة للإمساك بالسقف اي ببنية النظام الذي بدوره مكنها ان تمسك بالبلد، فالزمن والتغيرات الكبرى الجارية فيه ينبئ ان هذه الاستراتيجية استفرغت ذاتها، فالمجتمعات تخطت انظمتها وتجاوزتها واصبحت اكثر جرأة ونقدا، واستشعارا بواقعية فرص التغيير وإمكانياته. التنازل الشريف للشعوب هو افضل الحلول فالناس ليسوا رعايا لهم ولا ملكهم ولا هم أولياء النعمة. الـشعوب تحاججهم اليوم بمقاومة لبنان وفلسطين، لماذا يصورونا اننا عاجزون ونحتاج إلى رعايتهم ؟، تحاججهم باليمن البعيد الذي كان اقرب الى وجدان وضمير الأمّة وعطشها من اي دولة جوار في نصرته لفلسطين، وقد كان اقرب من سوريا الاسد ومن اردن عبد الله ومن مصر السيسي رغم قلة المؤونة والاوراق ومن سعودية محمد بن سلمان ومن آل خليفة وآل نهيان، أمّ العراق البعيد فرغم مشاكله فحاول ان يحضر ويؤثر ويحّسن تأثيره وحضوره.

بالخلاصة، الطرف الأضعف في المعادلة هي الأنظمة وجماعاتهم بعكس حالة المقاومة المتجذرة والمتينة وذات الاستعدادات العالية للاستقطاب، وبعكس التيار الإسلامي الزاحف بإدارة تركيا ومساعدة قطر ومباركة أميركية، بينما يبقى للغرب تأثيره في النظام الاقليمي بحضور فيزيائي احتلالي مباشر ومن خلال عمالته لاسرائيل. تذكرت نقاش تاريخي ؛ بين مقاربة كانت تفترض اسقاط لاسرائيل اولا ومقاربة اخرى تبدا بإسقاط حاميات لاسرائيل من انظمة عربية معيقة عن التحرر، سيبقى النقاش مفتوحا ايهما مقدمة للأخر، أم أنّ حركة التاريخ تسير بالخطين بالتوازي!

ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
العدو يدمّر البنية السياحية في بعلبك
مجرم حرب يرشح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام...!
أسباب درزية لقرار جنبلاط تسليم السلاح
براك و«عودة بلاد الشام» ... هل يجرؤون حقًا على قلب الطاولة؟
مؤسسة كهرباء لبنان تدعي على الشركة المشغلة للجيّة والذوق: صرف 4.7 ملايين يورو بمستندات مزورة
تيمور جنبلاط يطيح بـ«أباطرة» الجبل
جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة : الكعكة السورية واستحقاقات المستقبل في ميزان المصالح الدولية والإقليمية؟!
الترخيص لـ«ستارلينك» بذريعة صعوبة تطبيق القانون وزير الاتصالات: مجلس الوزراء «في الجيبة»
خبر وتعليق: زلازل في أمريكا والغرب والعرب نائمون
النصر والهزيمة.. التحدّي المعرفي
الاخبار _ ماهر سلامة : الكل لديه خطّة كهرباء لـ247: ليس بتوسيع الإنتاج تحل المشكلة
«هلوسات» الحكيم حول إدارة البلاد من دون الشيعة: الحلفاء يستغربون تصريحات جعجع والمستقلّون مستفَزّون
تقاطعات عدة بين بيروت وبغداد
لبنان في الحرب
بوادر تصعيد نحو رفح: العدوّ يضغط «قلب» خانيونس... بلا نتائج
المصارف تجهّز «مجزرة» لموظفيها لبنان يتحسّس موظّفو المصارف الخطر المقبل عليهم، ويترقّبون «المجزرة» التي يحضّر لها أصحاب المص
مرقد السيد الشهيد: إعادة إنتاج الهوية والمقاومة
المحور وإدارة التفاوض طراد حمادة الأربعاء 6 آب 2025 تأوّجت الحرب على المحور وبلغت أعلى درجاتها من حيث الاستهداف في العد
الحاج محمد عفيف شهيدا...
عشيّة إقرار العدو بهزيمته: هل نحن أمام وقف للعدوان؟
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث